انتشار ظاهرة الأنتحار
بشكل مرعب جدا!!
ما سبب انتشار هذه الظاهرة؟ وكيف يمكن أن نحد منها؟
فتيات بعمر الورود وشباب في مقتبل العمر يقررون إنهاء حياتهم!!
نحتاج إلى حملة كبيرة للحد من هذه الظاهرة، فالروح ملك لله وحده وهو من يقرر متى تلتحق بالعالم الآخر ولسنا نحن من نقرر!
لكن كيف نفهم الشباب هذا الأمر وهم قليلي الوعي وقد لا يعرفون شيئا عن العالم الآخر، إن لم تكن أخذتهم موجة الإلحاد العارمة؟!
أدعو فرق التمنية البشرية من مدربين وأساتذة، وكذلك أدعو جميع المؤسسات الدينية والتربوية والثقافية أن يأخذوا الأمر بمحمل الجد، وأن يتكاتفوا جميعا للقضاء على هذه الظاهرة.
وبخصوص مدربي التنمية البشرية للأسف لا نرى هناك تعاون جاد بينهم وبين إدارات المدارس في هذا الخصوص إلا ما ندر، في بعض الأحيان يكون التقصير من إدارات المدارس للأسف الشديد وبعض الأحيان من مؤسسات التنمية البشرية نفسها!
الشاب الضائع لا يأتي إليك بنفسه وإلى مكان عملك في المؤسسة ليخبرك بأنه ضائع!
أنت من يجب أن تذهب إليه بنفسك لتخبره بأنك معه ولن تتركه وبأن لكل مشكلة حل فقط علينا التفكير بعقل وهدوء وطلب المساعدة من الآخرين في بعض الأحيان.
نحن بحاجة إلى وقفة صادقة من الجميع فالشباب والمراهقين صاروا في مهب الريح تتلاقفهم الأهواء والمغريات من كل جانب وعندما يشعرون بحجم خطأهم يقررون ترك هذه الحياة إلى الأبد!!
كيف نجعلهم ينظرون إلى أخطائهم بمنظار آخر؟ كيف نستطيع أن نجذبهم إلينا ليجدوا قلبًا واسعًا يحتويهم وينقذهم من الضياع؟!
كيف نخلصهم من البطالة والفقر والإهمال؟!
حلقة حوار مفتوحة أدعو الجميع للمشاركة فيها ..
ولا أنسى دور الأهالي والعوائل الكرام في تنشئة جيل بعيد عن هذه الأفكار السوداوية، من خلال احتواء أبنائهم وعدم الضغط عليهم ومحاولة الاقتراب منهم لمعرفة أفكارهم وأصدقائهم ونشاطاتهم وأن نهيأ لهم ما يحبون من هوايات أمام أعيننا وفي داخل منازلنا أفضل من أن يذهبوا ليبحثوا عن تلك الأمور في الخارج فلا نعلم بمن يلتقون وماذا يسمعون وماذا يشاهدون؟!!
وحتى في المنازل يجب أن تكون هناك مراقبة دون أن يشعروا فلقد لعبت مواقع الانترنت دورا كبيرا في زرع بذور هذه الظاهرة إلى أن نمت وتطورت بهذا الشكل المخيف!!
وأخيرًا أتمنى من إدارات المدارس الثانوية وفرق التنمية البشرية أن يبدأوا اليوم بالعمل الحثيث – في هذه العطلة الصيفية بالذات – بعمل جلسات مع بعضهم للتهيئة والاتفاق حول نشاطات العام الجديد في كيفية جذب الشباب عن طريق دروس التنمية البشرية.. مثلا في الأسبوع درس واحد ولكل المراحل.
كما أننا بحاجة إلى هذه الدروس في مناطقنا السكنية أيضًا ( دروس للآباء والأمهات عن كيفية التعامل مع الجيل الجديد مع كل هذه المغريات والفتن بأسلوب عصري بعيد عن التعصب والغضب).
بقلم الكاتبة رويدة الدعمي