السيدة خديجة الكبرى مثال للزوجة الصالحة والصابرة
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصّي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، جدّها «خويلد» كان بطلاً مغواراً دافع عن حياض الكعبة المشرّفة في يوم لا ينسى. والدتها «فاطمة» بنت زائدة بن أصمّ بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر كانت سيّدة جليلة مشهود لها بالفضل والبرّ. إذن، فهذه السيّدة العظيمة خديجة الكبرى سلام الله عليها تنتسب إلى قبيلة قريش، ويلتقي نسبها بنسب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله عند جدّها الثالث من أبيها، وعند جدّها الثامن من أمّها.
لم تكن سيدتنا أم المؤمنين خديجة الكبرى (عليها السلام) امرأة كسائر النساء، بل كانت العناية الإلهية تعدها وتهيئها للقيام بذلك الدور الكبير في الوقوف إلى جانب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وتحمل الصعاب البالغة من أجل أن يشتد ساعد الدعوة الجديدة، لتقاوم كل تلك الضغوط والعراقيل التي سيضعها لاحقا حلف الكفر والشرك والضلالة في وجه حاملها (صلى الله عليه وآله)، وهو بالضبط ما جاء واضحا على لسان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عندما صرح بان الإسلام ما قام إلا بسيف علي (عليه السلام) وأموال خديجة (عليها السلام)، إضافة إلى ما كان ينتظر هذه السيدة الجليلة من دور لا يقل أهمية عن سابقه وهو الإنجاب لسيد الرسل (صلى الله عليه وآله)لكي تستمر شجرة النبوة المثمرة بتلك السلسلة الطاهرة التي جاءت من السيدة خديجة(عليها السلام) وعبر ابنتها الطاهرة سيدة النساء الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كوثر الرسالة وأم الأئمة الأطهار (عليها السلام)
السيّدة خديجة عليها السلام هي الزوجة الوحيدة من بين أزواج النبي الكريم صلى الله عليه وآله التي أنسلها واستمرّ نسلها الطاهر حتى يومنا هذا. لقد ارتأت المشيئة الإلهية أن تكون السيّدة خديجة وعاءً لأنوار الإمامة وضيائها. والرسول الكريم صلى الله عليه وآله في معرض بيان عظم منزلة هذه السيّدة الجليلة، نجده يخاطب ابنته الأثيرة على قلبه الزهراء البتول عليها السلام بقوله: يا ابنتي، إنّ الله تعالى جعل خديجة وعاء لنور الإمامة.
كانت هذه السيّدة الكريمة إلى جانب شريك حياتها في جميع الأحداث المريرة والمسرّة، تتقاسم معه حلوها ومرّها، وكانت دوماً تحرص على سلامته فتبعث غلمانها ليطمئنوها عليه ويتفقّدوا أحواله، وفي بعض الأحيان تفعل ذلك بنفسها، فقد رافقته مراراً إلى غار حراء.
وذات مرّة صعدت إلى جبل النور قاطعة مسالكه الوعرة وحاملة صرّة طعام تريد إيصالها إلى النبي الكريم صلى الله عليه وآله في غار حراء، فأنهكها التعب، فوقعت عيناها على زوجها المشفق، فنزل الوحي ليشكر لها جهودها المخلصة.
فقال عنها (صلى الله عليه وآله): ( خير نساء العالمين مريم بنت عمران, وآسية بنت مزاحم, وخديجة بنت خويلد, وفاطمة بنت محمدٍ) ، لم يكن رحيلها ينسي أحفادها من الأئمة الأطهار(عليهم السلام) مناقبها وذكرها فكانت موضع فخرهم فتباهى بها الإمام الحسين (عليه السلام) في صعيد كربلاء أمام غطارسة الكوفيين قائلاً:(هل تعلمون أن جدتي خديجة أول نساء هذه الأمة إسلاماً) ,كما كان لها نصيبٌ عند ابنتها فاطمة(عليها السلام) في موضع المباهاة والفخر فقالت:(أنا ابنة خديجة الكبرى) ، وكان لكتب الزيارات نصيبا من ذكرها ففي زيارة أبي عبد الله (عليه السلام) ذكرت في قوله: (السلام عليك يا بن فاطمة الزهراء, السلام عليك يا بن خديجة الكبرى)، ونحن اليوم إذ نكتب عن هذه السيدة الجليلة نقر بان الأنامل تعجز عن كتابة سيرتها العطرة الفواحة, التي جعلتها تصبح بحق من خير نساء الدنيا.
ونحن علينا كنساء ان نقتدي بسيدة نساء العالمين السيدة خديجة بنت خويلد
لابد على المرأة تحمل الصعاب ومشاركة الزوج في كل الأحوال على الحلوة والمرة وتصبر كصبر سيدتي ومولاتي خديجة الكبرى سوف يبارك الله عز وجل بالمرأة المقتدية في الدنيا والاخرة.
المبلغة : سوزان مجيد ناجي جامعة الزهراء للتبليغ والعلوم الدينية
هنا تبين ان شخصيتها كانت (ع) مثال للنساء المؤمنات والرجال ايضأ اذا تخلت عن كل ملاذات الدنيا وعن مالها وعن تجارتها ووقفت بجانب اعظم رجل في الكون هذا دليل على انها اعظم امرة خلقت بعد رسول الله (ص)