نبذة عن حياة السيدة ام المؤمنين خديجة (ع)
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم اللة الرحمن الرحيم
نبذه مختصرة عن حياة السيد أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضوان الله تعالى عليها
اولا / نسبها تنتسب السيدة إلى قبيلة قريش أبوها خويلد بن أسد بن عبد العزى وأمها فاطمة بنت زائدة بن جندب
وقد امتلكت السيدة صفتيَ الفطنة والذكاء فعملت في التجارة وكانت تُجني المال الكثير وتستأجر الرجال في مالها
سمعت بصدق الرسول صلى الله عليه وآل وسلم وأمانته وكرم اخلاقة
فعرضت عليه ان يعمل معها في التجارة ويتولى أمر القوافل بما فيها البضائع فخرج تاجراً بأموالها
ورأت السيدة خديجة الأمانة في المال والبركة بتجارة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآل وسلم فيه على غير صورةٍ سابقةٍ فأعجبت بتعامل الرسول صلى الله عليه وآل وسلم واخلاقة واخبرت بذلك صديقتها نفيسة فحدّت نفيسة الرسول صلى الله عليه وآل وسلم بخديجة وعرضت عليه الزواج منها فتمّ العقد بين الرسول صلى الله عليه وآل وسلم وبين السيدة رضوان الله تعالى عليها بحضور بني هاشم وكان عمرها أربعين سنة وعمره صلى الله عليه وآل وسلم خمس وعشرين سنة قبل البعثة بخمسة عشر سنة وهي أول أمراةٍ تزوجها ولم يتزوج عليها احداً قط إلى أن توفيت
ثانيا / اسلامها ومؤازرتها للنبي صلى الله عليه وآل وسلم
عاد الرسول صلى الله عليه وآل وسلم من الغار مرتجفاً خائفاً بعد نزول الوحي عليه السلام لأول مرةٍ فعملت السيدة خديجة على تهدئته والتخفيف من رَوعِه بخير الكلام ولين اللسان وأخبرته قائلة ( كَلاّ واللّهِ ما يُخزِيكَ اللّهُ أبَدا أنكَ لَتَصِلُ الرّحِمَ وتَحمِلُ الكَلّ وتَكسِبُ المَعدُومَ وتَقري الضّيفَ وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقّ ) فأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان نصرانيا فبشرهم بأن ما جاءه وأصابه هو الناموس الذي أنزل الله على موسى عليه السلام فوقفت السيدة بجانب الرسول صلى الله عليه وآل وسلم في كل ما أهمه وأغمه وكان كلامها راحةً لقلبه وأنساً لوحشته وواظبت على حماية الرسول صلى الله عليه وآل وسلم ليلاً ونهاراً خوفاً من غدر قريش به
وأنجبت لهُ سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام
ثالثا / صفاته رضوان الله تعالى عليها
تخلّقت واتصفت وتحلّت ام المؤمنين بالعديد من الأخلاق الفاضلة الكريمة
منها العفة والطهارة وكانتا من أبرز الصفات التي تميزت بها السيدة خديجة رغم ات البيئة والمجتمع المحيط بها كان ملئياً بالفواحش والمنكرات ولقبت بالطاهرة
ومنها عُرفت بالحكمة والعقلانية حيث وصفت بالحزم والتعقل في العديد من المصادر التي تحدثت عنها
ومن المواقف التي تدل على ذلك استعانتها بالرسول صلىالله عليه وآل وسلم في أمور التجارة
ومنها الصدق والأمانة ثم تجلّت حكمتها في الزواج من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآل وسلم بأسلوب لا يُنقص من قيمتها وكرامتها ثم تجلّت حكمتها في استقبالها الوحي الذي أُرسل الى الرسول صلى الله عليه وآل وسلم فلم تسند أمر الوحي إلى الخزعبلات والاوهام
ومنها تميزت بنصرتها للرسول صلى الله عليه وآل وسلم وتقديمها الغالي والنفيس فكانت اول من أمن وصدّق الرسول كما أنها نصرته في أصعب المواقف والظروف ثم عاشت مع الرسول في حياة الجهاد والكفاح والدعوة والمجاهدة والحصار فخرجت مع الرسول صلى الله عليه وآل وسلم مع بني هاشم وبني عبد المطلب الى شعاب مكة عندما فُرض عليهم الحصار واستمرت ثلاث سنوات رغم كبر سنّها
ومنها فهي مت خير نساء الجنة اي ذات مكانة رفيعة ومنزلة مميزة حيث قال الرسول صلى الله عليه وآل وسلم ( حَسبُكَ من نساءِ العالَمينَ مريمُ بنتُ عِمرانَ وخديجة بنت خويلد وفاطمةُ بنتُ مُحمّد واسيةُ امرأةُ فِرعونَ )
فضل السيدةخديجة وقدرها
نالت السيدة شرف محبّة الرسول صلى الله عليه وآل وسلم فهي ضحّت بمالها ونفسها في سبيل نشر الدعوة كما أنها بُشرت من جبريل عليه السلام بِسلام خاص من الله سبحانه وبشرها بأن لها قصراً في الجنة وهي واحدة من النساء الاربع مريم بنت عمران وفاطمة الزهراء عليها السلام وآسيا امرأة فرعون
وتوفيت رضوان الله تعالى عليها في مكة في السنة العاشرة للبعثة في شهر رمضان المبارك في نفس العام الذي توفيّ فيه ابو طالب رضوان الله تعالى عليه عم الرسول صلى الله عليه واله وسلم حتى سما الرسول صلى الله عليه والِ وسلم بعام الحزن السلام عليكِم يومَ والدتم ويومَ توفيتم ويومَ تُبعثُون حيا
هذا وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآل الطيبين الطاهرين.
بقلم : حياة العكيلي