أوصاف ومزايا ليلة القدر
بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ )) القدر
(( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) الدخان ٣-٦
من مجمل هذه الآيات يمكننا أن نتعرف على صفات ومزايا ليلة القدر وهي :
١) أنها ليلة القدر : والقدر أما بمعنى الشأن العظيم ، أو بمعنى القضاء والقدر كما قال تعالى (( فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا أنا كنا مرسلين)).
٢) أنها ليلة مباركة : والبركة لغة الزيادة وهنا بمعنى الزيادة في العطاء الالهي والرحمة كما قال تعالى (( ولدينا مزيد )).
٣) انها خير من ألف شهر : فسرت الألف شهر بمعنى خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وفسرت الف شهر مدة حكم بني أمية تقريبا ، والمعنى الاصح والادق أنها خير من الزمان كله لما فيها من الأوامر والعطاء ، وعدد الألف للدلالة على الكثرة .
٤) تنزل الملائكة والروح خلالها : نزولهم يكون لأمرين: لأنزال الرحمات الإلهية والأوامر الإلهية التي تطبق في تلك السنة حسب القضاء والقدر ، أو أن نزولهم يكون بنفسه رحمة وتأييدا واحتراما للمؤمنين الداعين والمتعبدين في تلك الليلة((والمستغفرين بالاسحار)).
٥) أنها من كل أمر سلام : أي الصفة العامة عليها هي كونها رحمة وليست غضبا ولطفا وليست انتقاما وذلك شامل لكل الامور والأشياء حتى الذنوب فإن ليلة القدر تكون سببا للعفو والغفران .
٦) حتى مطلع الفجر : أي أن الرحمة والسلام ونزول الملائكة والروح يستمر طول الليل حتى مطلع الفجر وهو نهاية الليل الشرعي أي طلوع الفجر وليس طلوع الشمس.
٧) انه يفرق فيها كل أمر حكيم : الفرق اما بمعنى التفريق والتوزيع للأوامر بين الخلق أجمعين فيعطى كل واحد منهم ما يناسبه وما يطابق مقتضى الحكمة في حاله ، أو الفرق هو الدهشة والعجب والخوف الذي يوجبه البت والحتم الموجود في القضاء والقدر الالهيين ، فعبر عن السبب بلفظ المسبب .
٨) أن كل هذا يحدث بأمر الله سبحانه وحسن تدبيره كما قال تعالى (( أمرا من عندنا )) أي منا وبعلمنا .
٩) أنها ليلة إرسال الرحمة إلى العالمين كما قال تعالى ((انا كنا مرسلين رحمة من ربك )) الإرسال اما بمعنى إرسال الملائكة والروح، أو إرسال العطاء والثواب ،أو إرسال الأوامر بالقضاء والقدر.
١٠) أنها الليلة التي انزل فيها القرآن بالنزول الجمعي الدفعي على رسول الله ص، وليس النزول التدريجي التي تم خلال ٢٣ سنة .
ابتسام الحميداوي