عطاء حسيني على درب الأربعين

كشّافة القرنة : عطاءٌ حسينيّ على درب الأربعين.
على تراب “يا حسين”، حيث تتسابق الأرواح في لهفة العاشقين، كان فريق كشافة مجمع المبلغات الرساليّات فرع القرنة، قصة أخرى ترويها القلوب قبل الألسن. لم يكونوا مجرد أيادي تقدّم الماء والطعام، بل كانوا العطاء ذاته، طعامًا يُروي جوع الروح، وشرابًا يبلّل ظمأ الأمل. كانوا نبضًا يتّحد مع كل خطوة، وعينًا ترقب الراحة في عيون المتعبين.
كم كانت رائعة تلك اللحظات وهم يمدّون كفّ العطاء، طعامًا، وشرابًا، ومنشورًا يحمل في طيّاته رسالة مجمعهم، وبطاقة تعريف تشير إلى هويّتهم. لم تكن مجرد مواد يوزّعونها، بل كانت قطعًا من أرواحهم، ممزوجة بدعاء خفيّ بأن تُقبل هذه الخدمة المتواضعة.
في ختام رحلتهم على هذا الدرب المبارك، ارتفعت قاماتهم الصغيرة في استعراض كشفيّ، لم يكن مجرد عرضٍ للحركات، بل كان صلاة صامتة، رجاءً خاشعًا بأن يرى الله فيهم تلك النيّة الصافية، وأن يغفر لهم تقصيرهم، ويقبل منهم هذا القليل في بحر جودهم وعطائهم.
يا ليت كل دربٍ في الحياة، يكون “يا حسين”، وكل خطوة فيه تكون خدمة، وكل نفس فيه يكون دعاءً بالقبول والغفران.